عاشقة كل الورود المديرة العامة
تاريخ التسجيل : 04/03/2010
تعاليق : قالوا القمر .. قلت عالي .. قالوا الذهب .. قلت غالي .. قالوا حبيبي .. قلت دوم في بالي .
نقاط : 3100
| موضوع: أقسام الصوم .... الجمعة 13 أغسطس 2010, 3:59 pm | |
| أقسام الصوم
الصوم ثلاثة أقسام تستدعي الدقة والعناية من الشباب الأعزاء.
1 ـ الصوم الشرعي:
الصوم الشرعي أن تصوم بطن الإنسان، وكما ورد في الرسائل العملية هو اجتناب المفطرات، ومن يلتزم بذلك فليس عليه قضاء ولا كفارة، ومن المسلّم به حصول منفعة الدنيا وثواب الآخرة، ولكن هذا الصوم لا يحقق الفوائد المرجوة الأخرى، فهو صوم شرعي وهو صوم العامة من الناس. 2 ـ الصوم الأخلاقي:
ويعني بالإضافة إلى صوم البطن أن تصوم الجوارح، العين والأذن واليد والقدم، وكذلك فهو صوم عن المحرمات وصوم عن المكروهات وصوم عن الشبهات.
ورد في بعض الروايات ان من يكذب في شهر رمضان المبارك أو يغتب أحداً، أو يتهم أحداً، أو يجرح بلسانه أحداً فإن صومه باطل.
زرعة عن سماعة قال سألته عن رجل كذب في رمضان قال أفطر وعليه قضاؤه، فقلت ما كذبته الذي أفطر قال يكذب على الله وعلى رسوله(3).
ان للصائم الحقيقي دعوة مستجابة عند الإفطار، وإذا صامت جوارحه وأعضاؤه كما صامت بطنه فبإمكانه الوصول بتكامله السلوكي إلى درجة عالية ورفيعة في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك.
سمعَ رسول الله (ص) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام، فقال لها كلي فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب(4).
وفي رواية أخرى أن النبي الأكرم (ص) أمر الصائمين استحباباً، بأن يستأذنوه عند الافطار، وفي وقت الافطار حضر رجل مسن واستأذن النبي الافطار له ولا بنتيه.
فقال النبي: أنت صائم فاذهب وافطر، ولكن ابنتيك ليستا صائمتين.
فقال: يا رسول الله أنا مطمئن أنهما صائمتان، فقال: اذهب وقل لهما أن يتقيئا (واعطاه رجرة واسعة الفوهة) وعندما عمل بطلب النبي، سقطت من فمي الفتاتين قطعتان من اللحم، فتعجب من ذلك لأنهما لم تأكلا لحماً، وكان ذلك اللحم نتناً. وعندما سأل النبي عن العلة؟ قال: ألم تقرأ القرآن.
(إن من يغتب يأكل لحم الميتة) ان الفتاتين مع كونهما صائمتين تكلمتا بغيبة الناس(5)؟
يقول القرآن الشريف:
(…ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)(6).
لا تغتب لأن الغيبة أكل لحمِ الأموات، ومادمت تكره لحم الميتة فاجتنب الغيبة إذاً، ولا تلوكنَ عيوبَ الناس بغيبتهم.
يقال لهذا القسم الثاني من الصوم (الصوم الأخلاقي).
لأن الإنسان يسعى إضافة إلى صوم البطن أن تصوم جوارحه أيضاً.
وطلب التوفيق من الله والتوسل بالأئمة الطاهرين (ع) وحضرة الزهراء (ع)، إعانة الصائمين على أداء الصوم الأخلاقي إضافة إلى الصوم الشرعي.
في شهر رمضان المبارك إذا تلاعب أحد بنظره ولم يحفظ عينه وسمعه ولسانه وكذلك باقي أعضائه، فقد يكون أنجز صومه الشرعي، ولكنه لا يوفق لبلوغ درجة التقوى ولا الدعاء المستجاب ولا تكامل السلوك.
3 ـ الصوم العرفاني:
القسم الثالث من الصوم والذي يعتبر شاقاً هو صوم العارفين، فبالإضافة إلى صوم البطن والجوارح والأعضاء فكذلك يجب أن يصوم القلب. ولكن ممّ يصوم القلب؟
أن يصوم من خواطر السوء ومن الصفات الرذيلة.
يعني على الرغم من وجود الرذيلة في القلب لكنه يحول دون تأججها، فلا يتأجج الحسد ولا يتأجج البخل ولا يتأجج سوء الظن ولا يتأجج التكبر.
يعني أن القلب يصوم عن الالتفات لغير الله، فالعارف عندما يصوم لا يوجد في قلبه غير الله.
إن هذا النوع من الصوم ليس لنا، ولكن الذي يوفق في صومه الشرعي وصومه الأخلاقي يستطيع الوصول إلى هذا المقام آخر شهر رمضان المبارك.
إذا أصر الإنسان ـ وخاصة الشباب ـ أن يصل إلى مقام خلوص القلب وصفائه وأن لا يتحكم بقلبه غير الله، فإنه يستطيع ذلك.
الصوم في شهر رمضان وجب لهذه الغاية، وجب لكي يتقدم الإنسان خطوة خطوة، في اليوم الأول والثاني والعاشر والخامس عشر وليالي القدر وبعد ليالي القدر، فإذا دقق النظر يرى أنه إضافة إلى أنّ إرادة البطن والجوارح قد اصبحت بيده، فقد تلاشت خواطر السوء أيضاً.
وكذلك فإن الرذائل رغم عدم اقتلاعها من جذورها لكنها أصبحت تحت سيطرته.
الأصنام تحطمت الواحد تلو الآخر، فتملك الله قلبه، وأنار الله قلبه، وبلغ مرتبة صفاء القلب.
فكان آخر شهر رمضان كما وصف القرآن الكريم:
(لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)(7).
يجب على الصائم في شهر رمضان أن يخطو نحو الأمام مستفيداً من نور الولاية ومستفيداً من نور الصوم، لكي تصوم بطنه وجوارحه عسى أن يأخذ الله بيده فيصل آخر شهر رمضان محل الرقي وموضع الكمال وهذا ممكن، وكثير هم الذين استطاعوا أن يطووا الخمسين عاماً بساعة واحدة، بل بلحظة واحدة.
الهوامش:(3) البحار، ج96، ص276، رواية 23، باب 32. (4) فروع الكافي، ج4، ص87، باب آداب الصائم. (5) البحار، ج96، ص293 و294. (6) سورة الحجرات، الآية: 12.(7) سورة النور، الآية: 37. | |
|