عاشقة كل الورود المديرة العامة
تاريخ التسجيل : 04/03/2010
تعاليق : قالوا القمر .. قلت عالي .. قالوا الذهب .. قلت غالي .. قالوا حبيبي .. قلت دوم في بالي .
نقاط : 3100
| موضوع: الإعجاز العلمي لهذه الآية:شَهْرُ رَمَضَانَ... الخميس 12 أغسطس 2010, 12:53 am | |
| شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ... * *البقرة:185*
في هذه الآية الكريمة يشرف ربنا -تبارك وتعالى- شهر رمضان باختياره لإنزال هدايته للبشرية، ولذلك جعل صيامه فريضة على كل مسلم بالغ، عاقل قادر، مقيم، وجعل الليالي العشر الأخيرة منه أفضل ليالي السنة، وجعل أشرفها جميعا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر . وهذا في مقابلة مع الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة , التي جعلها ربنا –تبارك وتعالى- أشرف أيام السنة على الإطلاق , وجعل أشرفها جميعا يوم عرفة , والمقصود باليوم هنا هو نهار اليوم، ولذلك قال-تعالى-: *وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * *الفجر:1-2* وقال -عز من قائل- : *إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ * *القدر: 1-5* . وفي الآية التي نحن بصددها يقول ربنا-تبارك وتعالى- : *... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ..* وفي ذلك تأكيد على أن الأخذ بالتقويم القمري هو أكثر دقة من التقويم الشمسي الذي يسود في أيامنا الراهنة , وذلك لأن القمر هو أقرب أجرام السماء إلى الأرض , ومن ثم فإن حركته بالنسبة لأهل الأرض هي أوضح من حركات أي جرم آخر من أجرام السماء. ويضاف إلى ذلك أن دورة القمر حول الأرض هي حركة فطرية , لا دخل للإنسان فيها , ولذلك تقوم بتعديل نفسها بنفسها في كل شهر قمري , ومن معاني ذلك توزيع الزيادة *الكبس* على الشهور القمرية بشكل طبيعي يحدده ميلاد القمر في مطلع كل شهر قمري , أما توزيع الأيام في الشهور الشمسية فيتم بشكل اصطلاحي حسب اتفاق الناس . والمدة الزمنية للشهر القمري تقدر في المتوسط بـ * 29* يوماً , *12* ساعة , *44* دقيقة , و8 , 2 ثانية , وتمتد من ميلاد الهلال وغروبه بعد غروب الشمس إلى ميلاده مرة أخرى تحت نفس الظروف .
ويتعين مولد الهلال بخروجه من مرحلة المحاق التي يكون فيها القمر مظلما بسبب وجوده على خط مستقيم مع كل من الأرض والشمس , فيبقى نصفه المنير في مواجهة الشمس , ونصفه المعتم في مواجهة الأرض , وبمجرد خروج القمر عن هذا الوضع يولد الهلال الجديد , وإذا حدث ذلك بعد غروب الشمس مباشرة دخل الشهر القمري الجديد. ويكون الشهر القمري إما *29* يوماً أو *30* يوماً؛ ويحدد ذلك ميلاد القمر , وقد تتوالى الأشهر القمرية الناقصة أو الأشهر الكاملة مرة أو مرتين في السنة. وتقدر المدة الزمنية للشهر الشمسي بـ *30* يوماً، *10* ساعات , *29* دقيقة , 84 , 3 ثانية , ويتم توزيع الأيام على الأشهر في التقويم الشمسي بحسب ما يراه الناس الذين جعلوا أربعا من هذه الشهور الشمسية *30* يوما ، وسبعا منها *31* يوما , وواحد منها *28* يوما في السنة البسيطة , *29* يوما في السنة الكبيسة , وهذا إجراء بشري محض ولذلك فهو عرضة للخطأ والصواب. واليوم في التقويم الإسلامي يبدأ بالليل الذي يليه النهار , ويبدأ الليل فيه من لحظة غروب الشمس وينتهي عند طلوع الفجر الصادق , حين يبدأ النهار الذي ينتهي عند غروب شمس اليوم التالي . أما في التقويم الوضعي فإن اليوم يبدأ من منتصف الليل إلى منتصف الليل الثاني , فيقع النهار بين ليلتين , ويعتبر سابقا لليل , وهذا مخالف للحقيقة الكونية لأن تبادل الليل والنهار ناشئ عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس , ولأن الأصل في الكون الظلام , ونور النهار نعمة طارئة على هذا الظلام بحزام حول نصف الأرض المواجه للشمس لا يتعدى سمكه مائتي كيلو مترا فوق مستوى سطح البحر. والسنة القمرية تتكون من اثني عشر شهرا قمريا يقدر زمنها ب *354* يوما , *8* ساعات , *48* دقيقة , 6 , 33 ثانية وتتراوح مدتها بين *354* , *355* يوما , واليوم الزائد يستوعب في أي شهر من أشهر السنة بحسب دورة القمر حول الأرض دون تدخل من الإنسان . والسنة الشمسية هي المدة اللازمة للأرض لإتمام دورة كاملة حول الشمس , ومدتها اثني عشر شهرا شمسيا وطولها الزمني يساوي في المتوسط *365* يوما وسطيا , *5* ساعات , *48* دقيقة *46* ثانية. وبجبر الكسور تتكون السنة الشمسية من *365* يوما في السنة البسيطة ومن *366* يوما في السنة الكبيسة , ويضاف اليوم الزائد *الكبس* إلى عدد أيام شهر فبراير فيصبح *29* يوما. و الكبس هنا كبس اصطلاحي لا علاقة له أبدا مع حركة أي من الأرض أو القمر أو الشمس. وعلى ذلك يمكن اعتبار السنة في التقويم الإسلامي سنة شمسية/قمرية , تجددها دورة كاملة للأرض حول الشمس بسرعات مختلفة , وتحدد الشهور فيها دورات القمرالمتتابعة حول الأرض اثنتا عشرة مدة. والفارق سوف يكون إما عشرة أيام أو أحد عشر يوما , ويمكن ضمها إلى العام التالي. من هنا يكون في إثبات دقة الشهور القمرية على الشهور الشمسية، وفي التزام القرآن الكريم بالأشهر القمرية , وفي تخير شهر رمضان من بينها لإنزال كل رسالات السماء فيه، وخصه بمزيد من التكريم بفرض الصيام فيه , ثم تفضيل الليالي العشر الأخيرة منه فوق باقي ليالي السنة , وتفضيل ليلة القدر من بينها بجعلها خيرا من ألف شهر، كل ذلك مما يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، ويشهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة , فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه , ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين ، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
من معاني هذا النص القرآني الكريم أن شهر رمضان هو شهر جليل القدر عند رب العالمين ، فقد أنزل فيه القرآن الكريم كآخر وحى من السماء أكمل الله تعالي به الدين ، وأتم النعمة علي عباده الصالحين ، ورضي لهم الإسلام دينا ، ولذلك تعهد ربنا -تبارك وتعالى- بحفظ رسالته الخاتمة فحفظت في نفس لغة الوحي التي أنزلت بها ، ومن أجل العبادات التي فرضها الله ـ تعالى ـ في هذا الكتاب العزيز صوم شهر على رمضان كل مسلم ، بالغ ، عاقل ، صحيح ، مقيم فمن أدرك هذا الشهر من المسلمين فعليه صومه ، ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس .
فلا صيام علي كافر ، ولا مجنون ، ولا صغير السن ، ولا مريض ، ولا مسافر ، ولا حائض ، ولا نفساء ، ولا طاعن في السن ، ولا على حامل ولا مرضع من النساء إذا شعرت بخطر على جنينها أو على رضيعها أو على نفسها من الصوم.
وبعض هؤلاء لا صيام عليهم مطلقا كالكافر والمجنون، وبعضهم يطلب من وليه أن يأمره بالصيام، وبعضهم يجب عليه الفطر ثم القضاء، والبعض الآخر يرخص له بالفطر وتجب عليه الفدية، أو يجب عليه القضاء والفدية حسب تفصيل الفقهاء.
والصوم يقصد به هنا الإمساك مع النية عن جميع أنواع المفطرات ، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس من كل يوم من أيام شهر رمضان . ويسود بين الناس الاعتقاد بأن تعظيم شهر رمضان مرده إلى فرض الصيام فيه ، لأن الصيام من أحب العبادات إلي الله ، ولكن الواضح من النص الذي نحن بصدده، ومن أحاديث رسول الله ـ ـ أن الصيام فرض في شهر رمضان تعظيما لهذا الشهر الذي اختصه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بإنزال القرآن الكريم فيه ، كما أنزل نعلمه من الكتب السماوية السابقة فيه لسر يعلمه الله ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا الشهر الفضيل .
فكما فضل الله ـ تعالى ـ بعض الأشخاص علي بعض ومنهم الرسل والأنبياء، فضل بعض الأماكن علي بعض ، فجعل مكة المكرمة أشرف بقاع الأرض ، يليها في الشرف مدينة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ، ثم بيت المقدس . وفضل بعض الأزمنة على بعض فجعل يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وجعل شهر رمضان أفضل شهور السنة، وجعل العشر الأواخر من لياليه أفضل ليالي السنة، وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر ، وهي بذلك أفضل ليلة علي مدار السنة ، كما جعل العشرة أيام الأولى من ذي الحجة أفضل أيام السنة ، وجعل أشرفها على الإطلاق يوم عرفة .
والتعبير بقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: * .....فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .....* دليل علي كرامة هذا الشهر عند رب العالمين. و*الشهود* و *الشهادة* هي الحضور مع *المشاهدة* إما بالبصر ، وإما بالبصيرة ، وأما بهما معا ، ولكن *الشهود* بالحضور المجرد أولى ، و*الشهادة* مع *المشاهدة* أولى ، وهي قول صادر عن علم يقيني حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر أو بهما معا . ويأتي الفعل *شهد* بمعنى علم علما قاطعا ، أو اطلع اطلاعا صادقا ، أو حضر حضورا واقعا ، أو أخبر وتبين إخبارا مقرونا بالعلم والإظهار. ومن ذلك التقدير والحساب والخطاب بالفعل * شهد* في النص القرآني الكريم الذي نحن بصدده هو خطاب لجميع المسلمين المكلفين بالصيام ، وليس معنى شهود الشهر رؤية هلاله من كل مكلف ، وهو أمر مستحيل ، وعلى ذلك فالمعنى المقصود هو من أدرك شهر رمضان من المكلفين وعلم بثبوت هلاله من أهل العلم والرأي والحكم وجب عليه الصوم .
أما قول رسول الله ـ ـ : " عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ " *البخاري* , وعن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ " *أخرجه البخاري* فلا يعني عدم الحساب بل هو من قبيل التسهيل على الأمة في زمن لم يكن متوافرا لها العلم الحالي . فقد قال ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ: " لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه ، فإن غم عليكم فاقدروا له " *أخرجه البخاري *.
والتقدير هنا يشير صراحة إلى الاعتماد على الحساب وعلى غيره من المعارف والتقنيات المكتسبة ، وعليه فالحساب الفلكي المبني على أسس علمية صحيحة ، والذي يعين علي رؤية هلال رمضان بعد غروب شمس يوم 29 من شعبان باستخدام كل التقنيات المتاحة هو المناط الحقيقي لإثبات دخول الشهر الكريم .
ورؤية هلال رمضان إذا ثبتت في أية بقعة من بقاع الأرض ملزمة لجميع الأقطار الأخرى متى علموا بها ، وذلك لأن عملية ميلاد الهلال ليست حديثا محليا ، بل هو حدث يعم كل الأرض ، فإذا ولد الهلال دخل الشهر القمري بالنسبة للأرض ككل وإن تعذرت الرؤية في أغلب بقاع الأرض.
ومن المعلوم أن كلا من القمر والأرض يدور من الغرب إلى الشرق ، ومعني ذلك أن البلاد في نصف الكرة الغربي ترى الهلال الوليد لفترة أطول من البلاد في نصف الكرة الشرقي ، ويبقى فرق التوقيت من نقطة إلى أخرى على سطح الأرض لا يتعدى *12* ساعة بالزيادة أو بالنقص ، ومن ثم فصيام الأمة في يومين مختلفين أو في ثلاثة أيام يعتبر مخالفة للمعطيات العلمية ، وتشويها لوحدة المسلمين ولسمعتهم في زمن تفجر المعرفة الذي نعيشه .
كذلك فإن التغير في طول الليل يتضاعف باستمرار في اتجاه خطوط العرض العليا ، فإذا وصلنا إلي خط عرض 48.5 شمالا أو جنوبا فإن شفق العشاء يتصل بشفق الفجر في فصل الصيف، ويكون طول الليل حوالي أربع ساعات فقط ، وهنا يلزم التقدير على أساس من أقرب منطقة تنتظم فيها العلامات الفلكية أو اختيار عدة من أيام أخر , والأمر الإلهي بقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ : * ... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ... * هو أمر ملزم لكل فرد مكلف من أفراد المسلمين متى رأى الهلال أو أخبر عنه من مصدر موثوق به . وفي زمن تسارع وسائل الاتصال والمواصلات اليوم بشكل مذهل ، لم يعد هناك مجال لاختلاف الأمة في تحديد ميلاد أي من الشهور القمرية التي يرتبط بها الصيام أو الحج وهما من أركان الإسلام الخمسة ، خاصة في وجود جداول تحسب هذا الميلاد بجزء من الثانية لأكثر من مائة سنة مستقبلية ، وتحدد زاوية طلوع القمر بدقة فائقة . وهذه الجداول لا تحتاج في ضبطها إلا إلى إعادة الحساب على دخول الشهر بميلاد الهلال عقب غروب الشمس، والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل
للدكتور زغلول النجار
منقـــــــــــــــــــــــــــــول
| |
|